هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الاعشى

اذهب الى الأسفل

الاعشى Empty الاعشى

مُساهمة من طرف mad الخميس يوليو 29, 2010 3:48 am


هو ميمون بن قيس من بني سعد بن ضبيعة القيسيين الذين ينحدرون من قبيلة بكر بن وائل التي كانت تنتشر في الجزيرة العربية من وادي الفرات الى اليمامة . و كانت قبيلة الأعشى و ثنيّة تعبد الأصنام . و كان مولده في منفوحة باليمامة، و كان أبوه يلقب بقتيل الجوع ، لأنه دخل غارا يستظل فيه من الحرّ فوقعت صخرة عظيمة من الجبل ، فسدّت فم الغار فمات فيه جوعا ، وفي ذلك يقول الشاعر جهنام يهجوه :

أبوك قتيل الجوع قيس بن جندل و خالك عبد من خماعة راضع
و خماعة من أجداد أمّه ، وهي اخت المسيّب بن علس ، و عنه حمل الشعر الأعشى ، و كان راويته. و كان هذا الشاعر يلقّب بالاعشى لضعف بصره ، و كذلك كان يكنى أبا بصير و صنّاجة العرب ، و أطلق عليه هذا اللقب الأخير لأنه كان يتغنى بشعره . و تدل أخباره و أشعاره على أنه كان كثير التنقل و الأسفار البعيدة في أنحاء الجزيرة يمدح ساداتها و أشرافها ، و في ديوانه مدح لأكثر من أمير من أمراء الحيرة ،واليمن،ونجران،واليمامة .و كان يفد على سوق عكاظ .


يكثر في شعر الأعشى القصائد المطوّلة، و هو يطرق فيها معظم أغراض الشعر العربي من مدح و هجاء و فخر ووصف و خمر وغزل . و الأعشى أول من سأل بالشعر واستجدى بالقريض، و اتخذه متجرا يطوف به البلاد، ويطلب من خلال مدائحه عطايا الأمراء . ومن أهم ما يميز مديحه بالقياس الى الجاهليين كثرة اسرافه فيه،وغلوه في اطلاق المعاني على ممدوحيه،وتبذله في السؤال على نحو لم يعهد لدى الجاهليين. و الاعشى في مبالغته بالمدح،وفي تبذله بالسؤال على هذه الشاكلة وفي رقّة لهجته،يخالف ذوق أهل عصره في المدح وهو ذوق جاءه من اختلاطه بأهل الحضر فهذا الذوق الحضري هو الذي جعله ينحو في أهاجيه أيضا نحو السخرية من مهجوه في كثير من شعره، وكأنه يجد فيه مرارة أشد و ألذع من مرارة الهجاء المقذع. وقد قيل عن الأعشى : كان اذا مدح رفع و اذا هجا وضع . أي أنه اذا مدح غالى في مدحه حتى رفع ممدوحه عن جميع الناس،واذا هجا أوجع،لا بالشتم و الهجاء المقذع،وانما بالتهكم والسخرية والاستهزاء .


ولا ننسى الأعشى في الفخر فهو يفتخر طويلا بعشيرته ، و هو يجمع لها ضروب المفاخرو المناقب التي كان يعتّزون بها في الجاهلية من الجود في الجدب، و الشجاعة في الحرب و الرعي في المكان المخوف و اغاثة المستصرخ. و كثيرا ما يضمن هجاءه لمن يختلف معهم من قبيلته الكبرى بكر وقبيلته الصغرى قيس بن ثعلبة فخرا مدوّيا ،كقوله في معلقته متوعدا يزيد بن مسهر الشيباني ،ومفتخرا بشجاعة قبيلته بالاضافة الى وصفه فهو يكثر من وصف الناقة و الصحراء، فيصور الأودية وما يجري فيها من ظلام أو سموم أو مياه أمطار، كما يصور طرقها الوعثة و رمالها و مناهلها ووحشتها وعزيف الجن ليلا بها .


تعرّض الجاهليون تعرضا كثيرا للخمر، و لكن أكثر ما يكون تعرّضهم لها لدى الحديث عن فنونهم و كرمهم وبذلهم ،أما عند الأعشى فاننا نجدها في فاتحة كثير من قصائده ،عقب الغزل،وهو يطيل الحديث عنها وعن تأثيرها في نفوس شاربيها ،ويصف مجالسها وما فيها من سقاة ومغنين و اماء خليعات و عازفيين على الآلات الموسيقية . أما عن الغزل فانه لا يقف طويلا عند الاطلال ،صنيع غيره من الجاهليين،بل يأخذ في وصف صاحبته ووصف عواطفه نحوها ،وطبيعي ان يكون غزله ماديا صريحا غير أننا نلاحظ عنده رقة في الغزل وشدة في الوله و التعلق بالمحبوبة ،حتى ان روحه لتكاد تخرج من بين جبينه جزعة وصبابة و بخاصة عند الوداع.


ومن جاهلية الأعشى أيضا استجابته لنزاوته وشهواته و أهوائه و الملذات الفنية الرخيصة، ويقال أته لما سمع بالرسول صلى الله عليه وسلم و انتشار دعوته رغب في الوفود عليه ومديحه فعلمت قريش بذلك فتعرضت له تمنعه و كان مما قاله له أبو سفيان بن حرب : انه ينهاك عن خلال، و يحرمها عليك، وكلها بك رافق، ولك موافق، قال : ما هن؟ فقال أبو سفيان : الزنا و القمار و الربا و الخمر. فعدل عن وجهته، و أهدته قريش مائة من الابل فأخذها و انطلق الى بلده معرضا عن دين الله فلما كان في وادي منفوحة رمى به بعيره ، فقتله ، وكان ذلك سنة /8/ للهجرة . و هذه الخلال التي ذكرها أبو سفيان و التي جعلته يصّد عن لقاء الرسول الكريم تدل على أنه كان وثنيا مغرقا في وثنيته ، وفي شعره ما يصوّر أطرافا من هذه الوثنية ، اذ نراه كثير الحديث عن القيان مثل هريرة و قتيلة و جبيرة بل انه ليتحدث عن بعض البغايا اللائي يبعن أعراضهن . و جعله ابن سلاّم مع من كان يتعهر من الشعراء و لا يبقي على نفسه و لا يستتر ، كامرىء القيس ، وقد تمدّح كثيرا بالقمار . و تحدث عن أقداح الميسر. و من خصائص الأعشى كذلك أنه لا يخضع دائما لوحدة البيت ، و انما يذّكر ركنا من أركان الجملة – أحيانا – في بيت ، وركنه الآخر في بيت آخر ، وهو ما يعرف بالتضمين ، ولا يوفّر لأشعاره أبيات الحكمة ، التي من شأنها أن ترقى بالمعاني .


يقول الاعشى فى مدح الرسول صلى الله عليه وسلم




ألم تغتمض عيناك ليلة أرمــــــــــدا *** وعادك ما عاد السليم المســـهدا
وما ذاك من عشق النساء وإنمــــــا *** تناسيت قبل اليوم خلة مــــــهددا
ولكن أرى الدهر الذي هو خــــــاتر *** إذا أصلحت كفاي عاد فأفـسدا
شباب وشيب وافتقار وثـــــــــــروة *** فلله هذا الدهر كيف تـــــــــرددا
وما زلت أبغي المال مذ أنا يافـــع *** وليدا وكهلا حين شبت وأمـــردا
وأبتذل للعيس المراقيل تغتــــــــلي *** مسافة ما بين النجير فصرخـــدا
فإن تسألي عني فيا رب سائـــــل *** حفي عن الأعشى به حيث أصعدا
فأما إذا ما أدلجت فترى لهــــــــا *** رقيبين جديا لا يغيب وفرقـــــــدا
وفيها إذا ما هجرت عجرفيـــــــــة *** إذا خلت حرباء الظهيرة أصيــــدا
أجدت برجليها نجاء وراجــــــــعت *** يداها خنافا لينا غير أحـــــــردا
فآليت لا أرثي لها من كــــــــــلالة *** ولا من حفى حتى تزور محمـــدا
متى ما تناخي عند باب ابن هاشم *** تريحي وتلقي من فواضله يـــــدا
نبي يرى ما لا ترون وذكــــــــــره *** أغار لعمري في البلاد وأنجـــدا
له صدقات ما تغب ونائـــــــــــــــل *** وليس عطاء اليوم مانعه غــــــدا
أجدك لم تسمع وصاة محمــــــــــد *** نبي الإله حين أوصى وأشهــــدا
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقـــــــى *** ولاقيت بعد الموت من قد تــزودا
ندمت على ألا تكون كمـــــــــــــثله *** وأنك لم ترصد لما كان أرصـــدا
فإياك والميتات لا تأكلنــــــــــــها *** ولا تأخذن سهما حديدا لتفصـــدا
وذا النصب المنصوب لا تنسكنـــــــه *** ولا تعبد الأوثان والله فاعــــــبدا
وصل على حين العشيات والضحى *** ولا تحمد الشيطان والله فاحمـــدا
ولا السائل المحروم لا تتركنـــــــه *** لعاقبة ولا الأسير المقيـــــــــــــدا
ولا تسخرن من بائس ذي ضرارة *** ولا تحسبن المرء يوما مخلــــــــدا
ولا تقربن جارة إن سرهــــــــــــا *** عليك حرام فانكحن أو تأبـــــــدا



mad
Admin

عدد المساهمات : 1501
تاريخ التسجيل : 19/08/2009

https://madworld.yoo7.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى